كتبت - منى الموجي:
عاش ما يقرب من نصف قرن يتنفس إبداعا، يخرج من عمل لآخر، ليملأه الشغف بهذا العالم الساحر، وبالحياة الجديدة التي اختارها بعقل شاب واع، ضحى بعمله كمعيد في كلية الزراعة، رغم حصوله على درجة الماجستير، ليخوض تلك المغامرة، الغير محسوبة النتائج، هو "الساحر" كما اعتدنا على تسميته، الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.

وسامة محمود عبدالعزيز كانت بوابة عبوره إلى عالم التمثيل، جاء ظهوره الأول عام 1973 في مسلسل "الدوامة" بطولة الفنان محمود ياسين والفنانة نيللي، مع المخرج نور الدمرداش، لتخطف وسامته عيون المخرجين، ويقررون أن يصنعوا منه نجما سينمائيا، ينافس نجوم شباك سبقوه في دخول هذا المجال، فجاءت البداية مع فيلم "الحفيد" مع المخرج عاطف سالم.

استطاع محمود الاستفادة جيدا من كل الفرص التي جاءته في عالم السينما، عرف جيدا أن الوسامة بوابة عبور، لكن بقاءه نجما في هذا العالم، يتطلب منه مزيد من الجهد في اختيار أدوار تكتب اسمه بحروف من نور على واجهات دور العرض السينمائية، فشهدت فترة الثمانينات انتقاله لأدوار مختلفة، لا تقوم في الاساس على قصص الحب والرومانسية، فشهدناه في "العذراء والشعر الأبيض"، "العار"، "الجري مع الوحوش"، "الكيف"، "تزوير في أوراق رسمية"، "الجوع"، "أبناء وقتلة"، وفيلم "البريء" أحد أكثر أدواره تعقيدا، وأتحفنا في مطلع التسعينيات بشخصية الشيخ حسني في فيلم "الكيت كات"، الذي يعتبره كثير من النقاد، من أهم أدواره السينمائية.

نجاحات محمود انتقلت معه من السينما إلى التليفزيون، فقدم عدد كبير من أشهر المسلسلات، منها "رأفت الهجان"، "البشاير"، "باب الخلق"، "جبل الحلال" ومسلسل "راس الغول"، الذي قدمه في رمضان الماضي.

محمود عبدالعزيز ولد 4 يونيو عام 1946، تواجد ما يقرب من شهر في مستشفى الصفا، وبعد تكتم شديد عن طبيعة حالته الصحية، كشفت أسرته عن معاناته من الأنيميا وضعف المناعة، تسببا في نقص وزنه بصورة كبيرة، بالإضافة لمشاكل في التنفس، ليرحل عن عالمنا عن عمر ناهز 70 عامًا، تاركا إرثا فنيا يخلد ذكراه.